الشيخ عبد المحسن العبيكان
قال أن تحويل مناسبات الزواج إلى وعظ مجرد «بدعة»
وضع الشيخ عبد المحسن العبيكان، المستشار القضائي بوزارة العدل، وعضو مجلس الشورى السعودي، أمس حداً لإشاعات أثيرت عبر شبكة الإنترنت مصحوبة بمقطع فيديو يظهر فيه الشيخ وهو يؤدي الرقصة السعودية «العرضة» في إحدى المناسبات، وسط تعليقات احتجت على ظهوره وهو يمتشق السيف ويرقص بين الصفوف، في حين اعتبر البعض تلك اللقطات «مفبركة» وتهدف للإساءة للشيخ الذي دخل منذ وقت طويل في مساجلات مع جماعات متشددة على خلفية فتاواه التي دعت لمزيد من التسامح، واحترام القانون.
وقال العبيكان لـ «الشرق الأوسط» أمس، «نعم، شاركت في الرقصة، ولا أعير بالاً لمن يريد أن يقلب أفراحنا إلى مآتم». وقال العبيكان أنه شارك في أداء العرضة أثناء مناسبة زواج لإبن أخيه في أحد أحياء الرياض، قبل أيام، وقال عجبت من موقف المهاجمين الذين استنكروا ظهوري في الرقصة المعروفة بالعرضة، وهم يعلمون أن اللعب بالحراب أو بالسيوف جائز شرعاً وأقره النبي كما في صحيح البخاري.
وأضاف أن بعض مهاجري الحبشة كانوا يلعبون في فناء مسجد الرسول ، فدعا النبي زوجته عائشة لتشهد الأحباش، ومكنها من النظر إليهم، وهو ما يعتبر إقرارا، علماً أن ذلك اللعب كان في المسجد الذي يعلمون أنه أقيم لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن.
وقال العبيكان، أن اللعب في المناسبات وإظهار الفرح «من الأمور المطلوبة شرعاً والمستحبة»، كما رأى ابن حجر في فتح الباري، أن إظهار السرور والفرح من شعائر الدين، مما يدل على أنه مطلوب، بل مندوب. وقال العبيكان، أن الأمر يتأكد إذا كانت تلك الحركات فيها تدريب وعرضة للحرب وليس لمجرد اللهو، خاصة أنها تسعى لإحياء التراث الاسلامي.
ورفض العبيكان، الإتهامات بشأن تحريم استخدام الطبول، وقال أن استخدام الطبول والدفوف مطلوب شرعاً كما قال النبي «أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالدف»، وقال العبيكان، أن الضرب بالدفوف والطبول مطلوب شرعاً في المناسبات، ونقل قصة رواها الترمذي عن جارية نذرت أن تضرب بالدف، وقالت للنبي يا رسول الله: إني كنت نذرت إن ردك الله صالحاً أن أضرب بين يديك الدف وأتغنى، فقال لها رسول الله: إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا. ورأى العبيكان أن ذلك يؤكد أن الضرب على الدف جائز لأن النذر لا يكون إلا في طاعة، وهو ما أقره النبي.
ورفض العبيكان اختصاص الضرب بالدف بالنساء دون الرجال، وقال أنه لا دليل على التخصيص، «بل الرجال أولى من النساء» أما الاجتماع والحضور فقد فعله النبي، وفعله الصحابة.
وبشأن العرضة، المعروفة في السعودية والتي تمثل جانباً من التراث المحلي، فقال العبيكان لـ«الشرق الأوسط» أنه سأل بشأنها مفتي عام السعودية السابق الشيخ عبد العزيز بن باز، فأخبره أن الأصل فيها الحلّ، وقال أن الراحل الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين وهو من كبار الفقهاء في السعودية، أباح العرضة في فتاويه، واضاف «نقل أحد المشايخ أنه – بن عثيمين - شارك شخصياً بالسيف في احدى العرضات» وأضاف العبيكان أن الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي «من علماء عنيزة» أباح السامري إذا كان الشعر مباحاً ولم يؤد لتفويت الصلاة.
وشن العبيكان هجوماً على ما أسماهم بالمتشددين الذين «يريدون أن يقلبوا أفراحنا إلى مآتم وإلى أحزان» وأتهم الذين يريدون أن يدخلوا الوعظ والإرشاد في حفلات الزواج، بأنهم يأتون بـ«بدعة»، وقال أنه «لم ينقل عن النبي أو أحد من الأئمة أنهم حولوا مناسبات الزواج إلى وعظ» داعياً المجتمع إلى «التخلص من هذه القيود التي وضعها الجهال».